أول مشكلة بتهدد مجتمعنا هى شبح الأدمــــــــــــــــــان
لأسباب كثيرة يلجأ البعض إلي الإدمان, فمنهم من يدمن هربا من المشكلات التي تحيط بحياته, ومنهم من يتوهم أن الإدمان يصنع له حالة من الاستقرار والهدوء النفسي الذي يجعله ينسي مشاكله, ومن المدمنين من يتصور أن الإدمان هو طوق النجاة الذي يعينه علي مواجهة كل الضغوط من حوله.
تشير التقارير إلي أن عدد مدمني المخدرات في مصر يقدر بنحو6 ملايين مدمن أي ما يعادل8,5% من عدد السكان ومعظمهم من الشباب, وينفقون نحو16 مليار جنيه سنويا علي تعاطيهم للمخدرات.
فتــــــــــــــاوى تحـــــــريم الأدمــــــــان:
أكد مجلس الإفتاء الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون على فتوى تحريم التدخين بكافة أنواعه.
وقال مصدر في دار الإفتاء لـسيريانيوز إن "المجلس أكد على ضرورة الالتزام بفتوى تحريم التدخين بكل أنواعه، بما فيها النارجيلة، بالإضافة إلى تحريم بيع منتجاته وشراءها وتأجير المحلات لمن يبيعها".
وكان مفتي الجمهورية أصدر فتوى في عام 2007 تحرم التدخين حيث نصت الفتوى على أنه لما كان الأطباء قد أجمعوا على أن ضرر التدخين مؤكد، ودليل إجماعهم أن الدول كلها قد أوجبت على شركة التدخين أن تعلن بأن التدخين ضار بالصحة.
والضرر وإن لم يكن فورياً، ولكنه تدريجي، والضرر التدريجي كالضرر الفوري في التحريم، كما هو الحال في السم البطيء حيث هو كالسم السريع في حرمة تناوله على الإنسان، ومعلوم أن قتل النفس والانتحار محرم بنوعيه السريع والبطيء، والمدخن ينتحر انتحاراً بطيئاً كما ثبت ذلك علمياً.
لذا فإننا نفتي بحرمة التدخين في هذا العصر الذي اتفقت فيه كلمة العلماء على تحقق ضرره، وما ورد من فتاوى تشير إلى كراهته أو إباحته؛ فإنها كانت تناسب عصوراً سابقة لم تتفق فيه كلمة الأطباء على تحقق الضرر.
فشرب الدخان، وبيعه وشرائه، وتأجير المحلات لمن يبيعه كل ذلك محرم؛ لأن في ذلك تعاوناً على الإثم والعدوان، المنهي عنه، قال تعالى: ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) سورة المائدة، الآية: (2).
وكانت عدة فتاوى حرمة التدخين في العالم الإسلامي منها فتوى الدار المصرية الأزهر التي أصدرت حكما شرعيا بالحرمة القطعية للتدخين وذلك في فتواها الصادرة في جمادى الأولى من عام1420 هـ، ما يوافق شهر أب من عام 1999، حيث جاء فيها "أن العلم قد قطع في عصرنا الحالي بأضرار استخدامات التبغ على النفس لما فيه من إسراف وتبذير نهى الله عنهما، والله تعالى يقول { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }، ويقول عز وجل { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة إن الله كان بكم رحيما }.
أضـــــــرار الأدمـــــــــــان:
ترتب عن إدمان أي فرد كثير من المشاكل تتنوع في طبيعتها وتمتد آثارها لتشمل الفرد نفسه وأسرته ومجتمعه هذا بالإضافة إلى الدولة كنتيجة نهائية لذلك.
1- مشاكل تتعلق بالفرد
وتشمل المشاكل الصحية والمشاكل الاجتماعية والمشاكل الروحية التي تواجه الشخص نفسه كنتيجة لإدمانه.
+ مشاكل صحية ( تؤثر في صحته الجسمانية والنفسية ) :
- مشاكل جسمانية: وأهمها الالتهاب الكبدي، ضعف المقاومة، التهابات الجهاز التنفسي، السرطانات، الإيدز.
- مشاكـل سلوكية: مثل التشكك، اختلال الحكم على الأمور.
- مشاكـل نفسيـة: وأهمها عدم الاتزان، خلل الانتباه، التوهان، الهلاوس.
+ مشاكل اجتماعية : وهذه تؤثر بطبيعة الحال في علاقاته الاجتماعية سواء على مستوي الأسرة أو الأقارب أو زملاء العمل أو الدراسة أو الجيران أو حتى على مستوي تعامله مع المؤسسات الخدمية.
2- مشاكل تتعلق بالأسرة
+ مشاكل في الحمل والولادة بالنسبة للزوجة المدمنة مثل الولادة قبل الميعاد – المولود ناقص النمو – الإجهاض – ولادة طبيعية مع وجود مشاكل صحية للمولود.
+ سوء التعامل مع أفراد الأسرة ويظهر ذلك في شكل التعدي عليهم بالقول أو بالفعل أو بالإساءة إليهم.
+ نواحي مادية في شكل سرقة وبيع ممتلكات الأسرة وبالتالي خفض المستوى الاقتصادي للأسرة كلها.
+ قدوة سيئة لباقي أفراد الأسرة الأصغر سنًا.
+ التفكك الأسرى نتيجة تصاعد وتيرة المشاكل داخل الأسرة.
3- مشاكل تتعلق بالمجتمع
+ فساد الأخلاق : لا يستطيع أي مجتمع أن يحتفظ بقيمه الأخلاقية في ظل تزايد عدد المدمنين فيه إذ أن ذلك يؤثر في كل فئات المجتمع.
+ ازدياد الجرائم مثل السرقة والنصب والاحتيال والتزوير وقد تصل إلى جرائم القتل للحصول على الأموال اللازمة لشراء المخدرات أو التي قد تحدث لعدم تحكم الفرد في تصرفاته كنتيجة للتعاطي.
+ ازدياد في الحوادث بسبب القيادة تحت تأثير المخدرات أو عدم الالتزام بقوانين المرور أو بسبب الحالة النفسية السيئة في أوقات الاحتياج إلى المخدرات.
4- مشاكل تتعلق بالدولة
وهي ما نسميه بالمشاكل الاقتصادية للدولة ولهذه المشاكل عدة أسباب تتعلق بالإدمان وكلها تعتبر نواتج ثانوية لمشكلة الإدمان وأهمها :
1- انخفاض مستوى الإنتاج :
كنتيجة لإهمال المتعاطين والمدمنين في أعمالهم سواء في مواعيد العمل أو في طاقة العمل أو في كفاءته.
2- تعطل الطاقات المنتجة :
حيث إن نسبة كبيرة من المتعاطين والمدمنين تكون من الشباب لأنهم الفئة المستهدفة من العاملين في مجال إنتاج وتجارة و توزيع المخدرات.
3- تهريب العملة الأجنبية ( أو ما يقابلها ) لاستعمالها في استيراد المخدرات.
__________________